الترجمة تمرين Øقيقي أقرب إلى المنØÙ‰ الصوÙÙŠ والنزوع الاشراقي،بخصوص الارتقاء بجوانب أخلاقية عدَّة على مستوى تكوين الشخصية الإنسانية،التي تØتاج من جهة إلى انÙتاØها الدائم على التطوّÙر بتطوير مشاريعها الذاتية كي تظلّ Øيَّة متوقّÙدة لاتقترب منها الموت،سوى متى أرادت ذلك.
من جهة ثانية،ولتØقيق هذا السعي الجدلي Ù†ØÙˆ السموّ٠والاكتمال،نØتاج بالضرورة إلى ØاÙز وداÙع وملهم ومØرّÙض،من ذلك الاشتغال على الترجمة واستلهام أبعاد هذا الÙعل معرÙيا وروØيا بالدرجة الأولى.
(القضية الÙلسطينية) يستعيد Øسن ØÙ†ÙÙŠ المعطيات التاريخية التي توضّÙØ Ø¨Ø£Ù†Ù‘ÙŽ اليهود عاشوا،أكثر Ùتراتهم ازدهارا وطمأنينة ÙˆØيوية،خلال Øقبتين :
الأولى،بجانب المسلمين ÙÙŠ الأندلس داخل قرطبة،غرناطة،طليطلة،وعرÙت الÙلسÙØ© اليهودية أوج عطائها مع موسى بن ميمون،سعيد بن يوس٠الÙيومي،إسØاق الإسرائيلي، القس داود بن مروان،باهيا بن يوس٠بن باقودة،ابن صادق القرطبي،يهودا هاليÙي،إبراهيم بن داود هاليÙي،إبراهيم بن عزرا.تميزت الØقبة بتقارب كبير بين الثقاÙØ© اليهودية والإسلامية على مستوى مجالات الشعر، اللغة، العقيدة، الÙلسÙØ©ØŒ الطب، التÙسير، التصوÙ،الÙلك.استمر هذا الوضع،غاية سقوط الØكم الإسلامي،الذي كانت من تداعياته الأساسية مكابدة اليهود والمسلمين للاضطهاد تØت سلطة Ù…Øاكم التÙتيش.
الثانية،تØيل على عصر التنوير ÙÙŠ Ùرنسا،وقد تعايش اليهود Ùˆ الأوروبين معا دون Øساسية عنصرية أو تقوقع هوياتي،وØظي التراث اليهودي برمزيته الروØية ÙŠØمي كيانهم الثقاÙÙŠ والÙكري من دواعي الإقصاء والانعزال. يقول Øسن ØÙ†ÙÙŠ :"اليهود ثقاÙØ© عقلانية أخلاقية شاملة لاÙرق بينها وبين أي دين أو ثقاÙØ© أخرى تشارك ÙÙŠ مبادئ التنوير العامة. واليهود مواطنون مثل غيرهم،متساوون ÙÙŠ الØقيقة والواجبات.اليهودية إيمان بالله،وبالعناية الإلهية،وبخلود الروØ.وهي بذلك تشارك الديانات الأخرى ÙÙŠ العقائد دون تخصيص أو تمييز اجتماعي لطائÙØ© على غيرها"(ص 119).
عندما نجØت الثورة الÙرنسية،أعلنت سنة 1789 مبادئ ÙˆØقوق الإنسان ÙÙŠ Ùرنسا من خلال شعار :''يولد الناس ويظلون Ø£Øرارا متساوين ÙÙŠ الØقوق''.نتيجة ذلك،تمتَّع اليهود بالجنسية الÙرنسية وكذا مختل٠الØقوق المدنية،بعد قرار اتخذه المجلس الوطني الÙرنسي، امتد تأثيره صوب بلدان أوروبية أخرى كألمانيا،هولندا،إيطاليا،سويسرا، النمسا، المجر، روسيا، الولايات المتØدة الأمريكية.أيضا،بادر نابليون سنة 1806،إلى إلغاء مختل٠الأØكام الخاصة بالطائÙØ© اليهودية وتنظيم Øياتهم الاقتصادية والنظر إليهم باعتبارهم مواطنين Ùرنسيين يملكون Ù†Ùس الØقوق.لكن بعد تراجع المدّ٠التنويري،وظهور القوميات خلال القرن التاسع عشر،رÙض اليهود الانتماء إلى أيّ٠قومية أخرى غير قوميتهم الخاصة وبالتالي الانعزال بعيدا داخل الغيتو،Ùبدأت تتشكَّل أولى Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØµÙ‡ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ© :''بعد مآسي النازية ووقوع الأخوة اليهود تØت أبشع اضطهاد عرÙÙ‡ التاريخ،وكرد Ùعل على Øياة الجيتو وانعزال الطوائ٠اليهودية عن الأوطان التي يعيشون بها،هل تØقق قومية يهودية ÙÙŠ دولة يهودية ÙŠØÙ„ المأساة؟وهل يمكن ØÙ„ مأساة الشعب اليهودي بخلق مأساة أخرى،مأساة الشعب الÙلسطيني؟إن السؤال Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¢Ù†ØŒÙƒÙ…Ø§ كان مطروØا دائما.ولكن الإجابة أيضا موجودة ÙÙŠ التاريخ ليس ÙƒØلم طوباوي يستØيل التØقيق بل كنظم سياسية واجتماعية عاشها اليهود مرتين، ÙÙŠ إسبانيا مع المسلمين ÙˆÙÙŠ الثورة الÙرنسية مع قوانين نابليون"(ص 121).
تØتمل مقاربة التساؤل Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø£Ø¹Ù„Ø§Ù‡ØŒØ¬ÙˆØ§Ø¨ÙŠÙ† ينطويان على معنى الإقرار والتأكيد،بأنَّ الترجمة Ùعلا مهنة،لكن الدلالة الضمنية تختل٠على مستوى القيمة الأخلاقية لكل واØد من التبريرين:
*التأويل الأول إيجابي،Ùالترجمة مهنة وصنعة ÙˆØرÙØ©.غاية ÙÙŠ ذاتها، وليست وسيلة أو أداة بهد٠تØقيق أهدا٠ثانية أخرى غير سعي الÙرد Ù†ØÙˆ المعرÙØ© وأسبابها وسبل ترسيخها،Øتى يبلغ Øدود الأسمى وجدوى Øياته.هنا،الترجمة مهنة يومية،نكتش٠بها ومعها الوجود وتعدديته.
*البعد الثاني من التعريÙ،أقل سموّا من الأول،لأنه يظل ÙÙŠ نطاق المØدّÙدات المادية العابرة،بØيث تغدو الترجمة وسيلة للبØØ« عن أسباب العيش.
طبعا،لايقصد سياق الØديث جملة وتÙصيلا،الذين اختاروا الترجمة منذ البداية، باعتبارها بوَّابة تخصّÙص مهني Ùقط،بالتالي كمورد مادي خالص عبر سبيل انتمائهم إلى مؤسسات إعلامية أو قانونية،وØتى تدريسها Øينما يختار الشخص التكوين المعرÙÙŠ والبيداغوجي ÙÙŠ مجال الترجمة،قصد الانتقال إلى موقع التدريس وامتهان ذلك دون زيادة أو نقصان على مستوى المطلوب والممكن.زمرة أشخاص يدرّÙسون الترجمة داخل أروقة معاهد وجامعات،ولايÙصØون بالضرورة عن هويتهم تلك من خلال الكتابة.هكذا يلقّÙنون أدوات وتقنيات الترجمة نظريا،بغير ممارستها عمليا.
إذن،يشرئبّ٠لديَّ سؤال الترجمة باعتبارها مهنة أو ليست كذلك،صوب الترجمة الموصولة عموما بمشروع الكتابة،وÙÙ‚ Ù…Ùهومها المجرَّد أي إبداع الأÙكار والتعبير عن الأØاسيس بين طيات نصوص مكتوبة.
Øينها،يمتهن الشخص الترجمة،ويمنØها الأولوية الوجودية قياسا لأنشطة وظيÙية أخرى،تهتمّ٠أولا وأخيرا،بتØويل نصوص من لغة إلى أخرى ÙˆÙÙ‚ الشروط الأكاديمية المطلوبة على مستوى الشكل والمضمون،مقابل Øصول صاØب العمل على مكاÙأة مادية لقاء الترجمة التي أنجزها.
يشير تاريخ الليبرالية الأوروبية،إلى القرن الخامس عشر مع Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†ÙŠØŒØ«Ù… عصر النهضة ÙÙŠ القرن السادس عشر وعقلانية القرن السابع عشر وكذا عصر الأنوار خلال الثامن عشر،وإعلان Øقوق الإنسان وأخيرا ظهور الدولة الوطنية خلال القرن التاسع عشر.
تØقَّقت Øرية تÙسير النص الديني ضد سلطة الكنيسة،انتصرت Øرية الإيمان الباطني للÙرد ضد العقائد الرسمية وعلاقته الخاصة مع الله دون وساطة رجال الدين،ثم الإيمان بالعقل والسعي إلى Ùهم الطبيعة وتأسيس علم جديد،والإيمان بالØاضر والمستقبل والإبداع،Øينها أعلن ديكارت بأنَّ العقل هو أعدل قسمة بين الناس،وصار هذا العقل سلطانا :"Ùإن سبينوزا قد أعلن أن Øرية الÙكر ليست خطرا على الإيمان ولا على سلامة الدولة بل إن القضاء على Øرية الÙكر Ùيه تهديد للإيمان وسلامة الدولة. Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ù„ سلطانا على كل شيء.وبدأ العصر الليبرالي الأوروبي بالتنوير اليهودي عند اسبينوزا ثم بالتنوير المسيØÙŠ عند لسنج Ùˆ هردر Ùˆ كانط ثم بالتنوير الÙلسÙÙŠ العام عند ÙلاسÙØ© دائرة المعارÙØŒ Ùولتير،وروسو،ومونتسكيو،وديدرو ودالامير،إلخ،مما أدى إلى تÙجير الثورة الÙرنسية. ÙˆØاولت ألمانيا اقتÙاء الأثر Ùقامت ثورة 1848 على أيدي الهيجلين الشبان دعاة التنوير الألماني لخلق ثقاÙØ© وطنية تقوم على أساسها الوØدة الألمانية ونهضة الشعب الألماني. وأخير أعلن سارتر ÙÙŠ نهاية الوعي الأوروبي''أنا Øر Ùأنا موجود''ليؤكد على مكتسب طويل''(ص 59) .
بينما تمثَّل التعبير عن مضمون الليبرالية،عند التØوّÙÙ„ إلى السياق العربي الإسلامي، يضي٠Øسن ØÙ†ÙÙŠØŒÙÙŠ التعدّÙدية المذهبية والÙقهية منذ القرن الأول غاية الرابع الهجري، تبلور معها نقاش واسع وثقاÙØ© جدلية،Ùنشأ علم الكلام وتعرَّ٠المسلمون على ديانات اليهود ÙˆØكمة Ùارس،والتراث اليوناني والروماني،ثم تØقَّقت التعدّÙدية،وØدث الغزو الصليبي مما جعل الغزالي يدعو إلى التصدي لتلك التعدّÙدية والهجوم على العلوم العقلية :"ودعا الأمة إلى طاعة السلطان الواØد Øتى لو أخذ الإمامة عن طريق الشوكة والغلبة،واعتناق المذهب الواØد وهي الأشعرية التي تدعم السلطة القائمة بإثبات مطلق الإرادة الإلهية على كل شيء، الإنسان والطبيعة.ثم قدم للناس التصوÙ،إيديولوجية أخرى تقوم على الزهد والورع والقناعة والتوكل والرضا والصبر،إيديولوجية للاستسلام"(ص 61) .
إذن،الأشعرية باعتبارها عقيدة جبرية تنÙÙŠ أيّ دور لإرادة الإنسان وعقله ÙÙŠ توجيه التاريخ،كما تؤكد على سلطة الØاكم المطلقة،شكَّلت مرØلة كَبَØَتْ رواÙد الانÙØªØ§Ø ÙˆØ¨Ø¯Ø§ÙŠØ© تراكم لبنات أزمة الØرية والديمقراطية،بالتالي Ùشل إمكانيات ترسيخ الليبرالية الغربية بين طيات منظومة Øياتنا المعاصرة.
لاسبيل Ù†ØÙˆ تÙعيل مرتكزات ÙلسÙØ© من هذا القبيل،سوى بالعمل على :''استئصال جذور تسلط الØكام واستسلام الشعوب،وذلك عن طريق إعادة بناء المخزون الثقاÙÙŠ الذي مازال Øيا ÙÙŠ ثقاÙتنا الوطنية على أسس جديدة تجعل للإنسان Ùاعليته ÙÙŠ التاريخ،وللطبيعة قوانينها المستقلة،وتجعل الإمامة عقدا وبيعة واختيارا دون Øكر على طائÙØ©''قريش"قديما Ùˆ''العسكر''Øديثا،وإبراز ØÙ‚ الرقابة على السلطان،والأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر، والنصيØØ© ÙÙŠ الدين،وØÙ‚ الخروج على الإمام،Ùلا طاعة لمخلوق ÙÙŠ معصية الخالق''(ص 62 - 63 ).
باشر عابد الجابري مداخلته،مؤكّÙدا منذ البداية بأنَّ مدى أهمية التطرّÙÙ‚ إلى Ùشل المشروع الليبرالي داخل الأقطار العربية،يقتضي التØلّÙÙŠ ب :''الØيطة والØذر والمرونة ÙÙŠ الØكم''(ص 64)،ثم ÙŠØ·Ø±Ø Ùكرتين أساسيتين،أولا اتÙاقه الÙعلي مع Øسن ØÙ†Ùي،بتØديده جذور الليبرالية الغربية عند القرن السادس عشر،والثانية ضرورة تØديد نطاق الليبرالية هنا،يتعلق الأمر أساسا بالليبرالية الÙكرية وليس الاقتصادية.
بعد التواÙÙ‚ على الإشارتين السالÙتين،أقرَّ عابد الجابري اعتراضه على التعميم الذي ميَّز تØليل Øسن ØÙ†Ùي،بإسقاطه Ùشل الليبرالية داخل مصر الأشعرية على باقي الأقطار العربية،بينما تباينت واختلÙت أسباب Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ùشل :''ÙÙ†ØÙ† هنا ÙÙŠ المغرب عشنا تجربة تختل٠عن تجربة مصر ÙÙŠ نقطة أساسية،وهي أن الØداثة المنقولة إلينا من الغرب،أو التي نستوردها Ù†Øن،لم تدخل ÙÙŠ تناقض Øاد مع السلÙية كما Øدث ÙÙŠ مصر.بل إن السلÙية عندما كانت هي التي تولت التØديث،وقد تبنت القيم الليبرالية الغربية وصبتها ÙÙŠ قوالب وطنية،عربية إسلامية،Ùكانت''سلÙية وطنية''،قادت Øركة التØديث ومعركة الاستقلال ÙÙŠ آن واØد''(ص 66 ).
سرد عابد الجابري أمثلة أخرى،بغية التدليل أكثر على أنَّ المذهب الأشعري ÙÙŠ المغرب،لم ÙŠÙجَسّÙد إطارا ومصدرا للاستبداد،لذلك يعود بالدرجة الأولى Ùشل التجربة الليبرالية سواء ÙÙŠ مصر أو غيرها إلى عامل التوسع الامبريالي.مقابل هذا المعطى التاريخي،تواصل Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù„ÙŠØ¨Ø±Ø§Ù„ÙŠØ© داخل أوروبا بجانب استمرار وجود الكنيسة الكاثوليكية،وأيضا ÙÙŠ اليابان ارتباطا بتقاليدها المØاÙظة.