ترجمات رسالة رفض ألبرت أينشتاين عرض ترأُّس إسرائيل
2025 - 09 - 17

يوم  18 نونبر 1952،أكَّد ألبرت أينشتاين بكيفية لَبِقة رفضه الرَّسمي لترشيح من طرف مناحيم بن غورين كي يترأَّس دولة إسرائيل،بعد وفاة حاييم وايزمان،من خلال رسالة جوابية بعثها الفيزيائي العبقريّ إلى سفير إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية،يقول مضمونها :

''عزيزي السيِّد السفير،

شعرتُ بتأثُّر نحو العرض الذي رَشَّحَني باسم دولتنا إسرائيل،لكن خلال ذات الوقت،فأنا حزين ومضطرب جرَّاء استحالة إبداء موافقتي على عرض من هذا القبيل،مادمتُ قد كَرَّستُ جلَّ مسار حياتي لعالم الأشياء،مما أفقدني سواء القدرة الطبيعية،أو التَّجربة الضَّرورية حتى أكون قادرا على تدبير أمور عالم البشر وتحمُّل مسؤولية مهام رسمية.

حقا  تَقَدَّمَتْ سنوات عمري،معطى في كل الأحوال لم يكبح جماح قدراتي،رغم ذلك لن أقدر على الارتقاء صوب مستوى أداء واجبات ومقتضيات هذا المنصب.

أراها مسؤولية جسيمة للغاية،لاسيما أنَّ علاقاتي مع الشعب اليهودي صارت أكثر ما أرتبط به منذ إدراكي لهشاشة وضعيتنا ضمن باقي الأوطان.

إذن فلنبكي على رجل- المقصود حايم وايزمان- حمل على أكتافه عبء مصيرنا وكذا وطأة نضالنا من أجل الاستقلال،في خضمِّ وقائع مأساوية.

أتطلَّع من كل فؤادي صوب تحقُّقِ ترشُّح شخص يمكنه تولِّي هذه الوظيفة الصعبة والثقيلة،بناء على تراكم أنشطته ماضيا وطبيعة شخصيته.   

ألبرت أينشتاين''(1).

ترجمات رسالة ألبرت أينشتاين إلى نيويورك تايمز: فاشية مناحيم بيغن
2025 - 09 - 15

إلى ناشر نيويورك تايمز

نيويورك،2 دجنبر 1948

من بين الظَّواهر السياسية الأكثر رعبا خلال الفترة الراهنة،ظهور''حزب الحرية''(حيروت) داخل دولة إسرائيل النَّاشئة حديثا.

حزب سياسي مرتبط تنظيميا على نحو وثيق الصِّلة بالأحزاب النَّازية والفاشية،فيما تعلَّق بمناهجه،فلسفته السياسية وكذا دعوته الاجتماعية.

حزب أسَّسه أفراد وأتباع  منظمة الإرغون الإرهابية،ذات التوجُّه اليميني المتطرِّف والقومي داخل فلسطين.

الزيارة الحالية ل مناحيم بيغن،زعيم هذا الحزب،إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حكمتها بالتَّأكيد حسابات قصد تقديم انطباع مفاده دعم أمريكي لهذا الحزب خلال الانتخابات الإسرائيلية المقبلة،وتعضيد العلاقات السياسية مع العناصر الصهيونية المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية.

أعلنت عدَّة أسماء أمريكية عرفت بنزعتها القومية،عن إدراج أسمائها ضمن لائحة المحتفلين بهذه الزيارة.بالتالي،لايعقل أن يقبل معارضو الفاشية على امتداد العالم،ويعلمون جيّدا ماضي وكذا أفق مناحيم بيغان،إضافة أسمائهم بهدف دعم الحركة التي يمثِّلها.

ينبغي على الجمهور الأمريكي الاطِّلاع على ماضي وأهداف مناحيم بيغن وحركته، قبل حدوث أضرار غير قابلة للتَّرميم حين إسراعهم إلى تقديم مساهمات مادية،واحتشاد تظاهرات عمومية تدعم مناحيم بيغان،ثم بثِّ انطباع داخل فلسطين مفاده أنَّ جزءا كبيرا ضمن ساكنة أمريكا يساند عناصر فاشية في إسرائيل.

ترجمات سيغموند فرويد إلى شايم كوفلر :لايمكن أن تصبح فلسطين دولة لليهود
2025 - 09 - 09

تقديم :كتب سيغموند فرويد هذه الرِّسالة يوم 26 فبراير 1930،إلى شايم كوفلير جوابا على طلب سابق توصَّل به فرويد من جمعية''أورشليم كيرين أجوسو''(نداء وحدة إسرائيل)،نداء أُرسِلَ في نفس الوقت وجهة عدَّة شخصيات يهودية بارزة،قصد التوقيع على عريضة تدين العرب على ضوء اضطرابات حدثت في فلسطين سنة 1929 أدَّت إلى قتل مائة مستوطن.

تحوَّلت هذه الرسالة إلى أبراهام شوادرون،مكلَّف بتجميع توقيعات لأورشليم،مقابل وعد''إخفائها عن كلِّ العيون وعدم الوصول إليها تماما''.بقي مضمونها متواريا جملة وتفصيلا عن الأنظار طيلة سبعين سنة إلى أن اكتشفها العموم خلال معرض في جامعة القدس.    

                                  نصّ الرسالة :

من البروفيسور فرويد

فيينا،19 شارع بيرغاس،26 – 02-1930

إلى السيد الدكتور شايم كوفلير،

لستُ قادرا على الاستجابة لما تطلبونه.إثارة انتباه الجمهور حول شخصي نتيجة تردُّدي هذا،مسألة مستعصية على التجاوز ولاتبدو لي أبدا الظروف الحرجة الحالية محفِّزة.

يلزم الشَّخص المتطلِّع نحو التَّأثير في عدد كبير امتلاك شيء مبهرٍ وحماسيٍّ بخصوص مايودُّ قوله،غير أنَّ  طبيعة موقفي من الصهيونية،لايتيح لي هذه الإمكانية. 

طبعا أضمر أفضل أحاسيس التَّعاطف حيال جهود تُبْذلُ بكيفية حرَّة،لذلك أنا فخور بجامعتنا في أورشليم ويسعدني ازدهار منشآت مستوطناتنا.لكن، من جهة أخرى،لاأعتقد أبدا في إمكانية أن تصير فلسطين دولة لليهود،أو قد يبدي العالم المسيحي،كما العالم الإسلامي،استعدادا خلال يوم من الأيام قصد التعهُّد بأمكنتهما المقدَّسة إلى الرِّعاية اليهودية.

سيكون هذا السَّعي أكثر حكمة حسب قناعتي،لو انصبَّت فكرة إنشاء وطن يهودي على أرض غير مشحونة تاريخيا؛بالتَّأكيد،أعلم عدم إمكانية تحفيز الجماهير أو استمالة تعاون الأثرياء،حينما يتَّصف مخطَّط تصميم معيَّن بالعقلانية.

أعترف أيضا،بتحسُّر،انطواء تعصُّب مواطنينا غير الواقعي بما يكفي على جانب من مسؤولية إيقاظ مكمن الارتياب لدى العرب.

لايمكنني الإحساس بأدنى تعاطف مع ورعٍ يُساء تأويله وقد اختلق من قطعة حائط المبكى(الحائط الغربي) إشارة قومية،يتمُّ بسببها تحدِّي مشاعر ساكنة البلد.

إذن،احكمْ بنفسكَ،هل في مقدوري من خلال وجهة نظر على قدر من الحرج،كي ألعب دور  الشخص المهدِّئِ بالنسبة لشعب يترنَّح نتيجة وَهْمِ  طموح غير مبرَّرٍ''.

ترجمات رسالة أبراهام السرفاتي إلى إيمانويل ليفين :مناهضة الصهيونية
2025 - 08 - 30

تقديم:تعتبر بلا شكٍّ مناهضة الصهيونية التقليد السياسي التحرُّري،الأكثر كاريكاتورية وشجبا في وقتنا الراهن حسب لغة تزعم الثَّورية.

انخرط أبراهام السرفاتي،عبر هذا النص المكثَّف لأقصى حدٍّ الصادر سنة 1970، في حوار مع إيمانويل ليفين،الذي يتبنَّى العقيدة القبلانية ومناهض معروف للصهيونية.

خلافا للأفكار المعهودة،أوضح أبراهام السرفاتي بأنَّ أفق فلسطين ديمقراطية وعلمانية،ضمن حدود 1948،لاينطوي على شيء معيَّن بخصوص إنكار التَّقاليد الثقافية والدينية،اليهودية والمسلمة.بالعكس،افتخر السرفاتي بتراثه اليهودي –العربي،مؤكِّدا مدى الضَّرورة التي تقتضيها الثَّورة الاشتراكية في الشرق الأوسط بخصوص استعادة الإرث اليهوديّ المسيحيّ،الثقافي والايتيقي المشترك بين ''شعوب أهل الكتاب''.

رأى السرفاتي،عكس التصوُّرات الماركسية-اللينينية الضيِّقة،في النِّضال الفلسطيني تفتُّقا ممكنا للقيم المجتمعية والدينية،التي بوسعها إعادة إثارة إعجاب حركة عمالية غربية غارقة في''مياه جامدة كنهها حسابات أنانيّة".

 هذه المساهمة القيِّمة بمثابة شهادة رائعة عن محاولات الشيوعيين العرب قصد التَّفكير في لاهوت التَّحرير،الذي يدمج بين مقاومة الامبريالية ومواجهة الهيمنة الطائفية.  

أخي العزيز :  

رغم عدم اتِّفاقنا على جميع الواجهات،فإنَّنا نظلّ إخوة على مستوى الصِّراع ضدَّ الصهيونية،وكذا الألم العميق المنبعث من داخلنا بعد يونيو1967،ونحن نرى اليهودية التي يستحيل إنكار جملة قيم قدَّمتها للإنسانية،تغذَّينا عليها،قد هيمنت عليها حاليا هذه المؤسَّسة المتوحِّشة المعروفة بالصهيونية.

أضيف بأنَّي تأثَّرت كثيرا بصرخة و فزع روجي بنحايم اليهوديّ الجزائريّ الذي يعيش الاغتراب،أضحت معها حياتي حلما بخصوص الأخوَّة البشريَّة،هنا بين أحضان هذا العالم العربي الذي يظلُّ  بيته،رغم المنفى.

يجدر بنا نحن اليهود الذين يرفضون الصهيونية عبر كل بقاع العالم،المساهمة فعليا في المشروع الثَّوري ضدَّ الدولة الصهيونية،وتعضيد مجهود الثُّوار العرب حتى لانسقط في فخِّ العنصرية،والمبادرة نحو جعل سعي من هذا القبيل ثوريّا حقا،بالنسبة إلى العالم العربي،ومن خلال ذلك المشاركة في نضال البشرية قاطبة قصد اقتلاع أسس اضطهاد عريق بلغ أوجه تحت وطأة الامبريالية.

مثلما قلتم،تنكشف بالمواجهة الحرَّة والممارسة العملية حقيقة مناهضة الصهيونية، بالنسبة لليهود الذين خدعتهم الصهيونية وغرَّرت بهم،وجلّ من أدرك وعيه عبر سبل مختلفة،الجريمة التي تقترفها الصهيونية ضدّ اليهودية وكذا الإنسانية.

لذلك،يلزمني أن أستعيد ثانية بعض انتقاداتكم للاشتراكية وتوضيح مثلما انطوى عليه مضمون دعوتكم،مفهوم فلسطين علمانية،موحَّدة وديمقراطية،كجزء من العالم العربي.

1-هل يمكننا،بخصوص الاشتراكية،أن نضع ضمن نفس السياق إنجاز الاشتراكية الفعلي منذ خمسين سنة على امتداد العالم رغم جوانب قصورها الإنساني،ثم عالم يتعفَّن نتيجة الامبريالية؟نقاش،يستدعي انضمام الصهاينة الذين ينظِّمون في الوقت الراهن حملة كبيرة مناهضة للاتحاد السوفياتي إلى''يهود الصمت''والدَّعوة بهذا الخصوص نحو انعقاد مؤتمر في لندن.

عموما،استطاعت الاشتراكية إنهاء العنف المُمَارَسِ على اليهود في روسيا،وكذا تضحيات شعوب الاتحاد السوفياتي باعتبارها معطى أساسيا من أجل سحق النازية.إزاء  العنصرية التي تنمحي فقط تدريجيا من البنيات الثَّقافية المرسِّخة لها،يستحضر الملاحظون الموضوعيون التحوُّلات الجذرية التي شهدها الاتحاد السوفياتي،كما الشأن مع تقرير ورد على صفحات جريدة لوموند خلال شهر مايو،رغم عدم تفويته فرصة بَثِّ نزعة مناهضة للاتحاد السوفياتي،استطلاع انصبَّ موضوعه على واقع الشعوب المسلمة في آسيا الوسطى،تطوُّرها الاقتصادي والثقافي،وانتفاء كل تمييز عرقي أو ديني،ثم التعايش بين اليهود والمسلمين.

بالتأكيد،يرتبط تحلًّل الدولة بتغيرات بنيوية ثقافية عميقة توطَّدت على امتداد عهود من الجور،تحوُّلات تبنَّتها الثورة السوفياتية ثم تبلورت مساهمات جديدة مع الثورة الصينية،ومعركة الفيتناميين،والسَّعي الكوبي،هذا المشروع بمثابة عمل ملقى على كاهل الأجيال،يقتضي اقتلاع جذور بنيات اقتصادية نواتها استغلال الإنسان من طرف الإنسان،وكخطوة أولى،التخلُّص من الامبريالية على المستوى الدولي،التي تشكِّل عنصرا ثابتا فيما يتعلق بالاضطهاد والفساد.

فيما يتعلق بنا معا،يستحيل في إطار الصراع ضدّ الصهيونية،تجاهل ارتباطات الأخيرة مع الامبريالية،ثم وحدة نضال القوى الاشتراكية في كل العالم ضدّ الصهيونية والامبريالية.يلزمنا بين طيات هذه الوحدة،الحفاظ على استقلالية تقييمنا وكذا سلوكنا.

فعلا،قد يشكِّل المشروع الثوري الذي بوسعه التحقُّق داخل العالم العربي مع مشاركة اليهود المناهضين للصهيونية،مثالا بالنسبة للعالم فيما يتعلق باستئصال العنصرية وكذا حمولته النوعية المهمّة بخصوص بناء مجتمع عادل يركِّز على النُّهوض بالإنسان.مما يحتِّم علينا كيهود يناضلون ضد الصهيونية  تعميق معنى هذا البناء.  

2- أعتقد،من جهتي،بأنَّ الانخراط في الثَّورة العالمية،والثَّورة العربية على وجه التَّحديد،ليس ك"شعب يهودي".موقف يكمن ضمن سبيل تجاوزنا ل''الدولة اليهودية''،بل أيضا مفهوم الجماعة الثقافية المتسامية والمتعالية عن باقي الجماعات القومية.أفضى تصوُّر من هذا القبيل إلى''الشعب اليهودي"ثم شعور''التفوُّق اليهودي"،من ثمَّة تعضيد الصهيونية.مآل يتعارض مع التطوُّر التاريخي للإنسانية.بالتأكيد،الرَّافد النَّوعي،ل''القضية اليهودية''داخل العالم الأوروبي،وحاليا أكثر زخما في العالم العربي،يتحدَّد و يتبلور عبر تجاوز مجموع التَّناقضات الاجتماعية التي تستلب الإنسان والثورة عليها.

ليست الحقبة التاريخية التي نعيشها حاليا،مثلما يدَّعي البعض،محوا للخصوصيات القومية،بل ضرورة تطويرها ضمن المجموعات القومية الأخرى بغية العمل على تقويض قيود الرَّأسمالية والامبريالية وتهيئ عالم متآخي،من خلال حوار بين مختلف الثقافات على قدم المساواة.

نساهم تحديدا كيهود،في إرساء هاته المجموعات القومية على أسس ثورية،ليس ك"شعب يهودي"منعزل عنها ويرغب في التخلُّص منها،لكن في إطار بسط هذه الخاصية الثُّنائية للقومي واليهودي وإدماجهما معا في البناء.لايعني الاندماج محوا،بل مثلما كتبتُ سابقا :'' تجديد فعلي لقيمنا التقليدية الأساسية،وإعادة التعبير عنها بكيفية حديثة''.

يتيح ازدهار البشرية في إطار تعدُّدية قومياتها،تآلف العالم الإنساني الذي يحتاج إلى إعادة البناء،وتبرز فرضياته الصراعات الثورية.

يجب على اليهودية،قصد استمرارها وفيَّة لقيمها الأساسية،التمسُّك بإمكانية إعادة التبلور في إطار هذا المجال المتعدِّد قوميا.

تكمن بالضبط إحدى سمات الثورة العربية في التماسها تعبيرا جديدا،من خلال طبيعتها نفسها.الجواب الخاطئ عن''المسألة اليهودية'' مارفضه ماركس في دراسته لهذه الإشكالية تحت عنوان''الدولة السياسية''.إنّها دولة الديمقراطية البورجوازية،حيث الإنسان مُحَطَّم.

تعبِّر القيم الجوهرية لليهودية،كما الشأن مع الإسلام،عن تطلُّعات المجتمعات الطائفية القروية نحو ازدهار الإنسان عموما. 

المجتمع الأوروبي الذي تحمَّل هيمنة الرأسمالية بكيفية أكثر عمقا،في إطار مايسمَّى ب''الثقافة الغربية''،انفصل جسده عن ماهية ذلك الجوهر.تحديدا،ماكشف عنه ماركس في الجزء الثاني من دراسته''المسألة اليهودية''،تحت مصطلح''اليهوديّ الفعليّ''داخل المجتمع الرأسمالي الأوروبي في تعارض مع''يهوديّ السبت''،تصنيف اعتبره بعض الكتَّاب ذوي النيّات السيّئة منشورا معاديا للسامية.

تحميل المزيد
لا مزيد من المشاركات لاظهار