ترجمات مائة شَذْرة حول الترجمة
2025 - 03 - 15

(1)                                   

الترجمة،أن تنتج بوسائل مختلفة تأثيرات متماثلة(بول فاليري،شاعر فرنسي).

                                 (2)

 القارئ المثالي مترجِم. إنَّه قادر على تشريح نصٍّ،ونزع جِلده،ثم تجزيئه غاية النُّخاع،وتعقُّبِ كلِّ شريان وبعدها تشكيل كائن حيٍّ جديد''(ألبرتو مانغويل،مترجم أرجنتيني).

                                (3)

يشكِّل الكُتَّاب أدبا وطنيا بينما يبلور المترجمون أدبا كونيا(جوزيه ساراماغو،روائي برتغالي).

      (4)                          

تعتبر ترجمة لغة إلى أخرى أكثر التمارين الفكرية رِفعة؛في المقابل،تبدو باقي الألغاز الأخرى،من لعبة البريدج إلى الأحجيات،تافهة ومبتذلة.تناول قطعة إغريقية وترجمتها إلى الانجليزية دون  تضييع أيِّ شيء،كم يبدو هذا التمرين رائعا !(سيريل كونولي،روائي بريطاني).  

                (5)                      

بغير الترجمة، نقطن صمتا أراضي مجاوِرة(جورج ستاينر، ناقد أمريكي). 

(6)                    

مقالات نقدية الترجمة في المغرب و''عُقْدة'' الفرنسية
2025 - 03 - 15

بمجرَّد طرح سؤال الفرنسية في المغرب،يتوارى نسبيا المنحى الموضوعي،لصالح الأحاسيس الجياشة والعاطفية؛انحيازا صوب هذه الجهة أو تلك،نتيجة ارتباط سياق هذه اللغة بالفترة الاستعمارية الفرنسية،و ماتثيره المسألة من ندوب غير قابلة للاندمال.

تفقد اللغة الفرنسية،ضمن سياق من هذا القبيل،إطارها اللغوي واللساني و الابستمولوجي،أولا وأخيرا،كي تغدو منذئذ حَمَّالة أوجه مقارنة مع وضعية لغات أخرى،فتنزاح عن التقويم العلمي المجرَّد الذي يتعامل مع اللغة دون انحياز إيديولوجي مُشَوِّش،باعتبارها منظومة خطاب قوامه علامات لغوية دالَّة تعكس فكر أهلها الأصليين ورؤاهم  نحو العالم،على منوال باقي لغات الثقافات الإنسانية الصامدة غاية الآن،التي تجترُّ خلفها تراثا بشريا هائلا؛على جميع المستويات الحضارية.

لقد اتَّسم النقاش اللغوي في المغرب؛أقصد تحديدا طبيعة العلاقة مع اللغة الفرنسية، بنوع من الحساسية المفرطة سواء لدى هذه الجهة أو تلك،وكلَّما ازداد ضيق السوق اللغوي وانحصاره،على حساب التعدُّد والانفتاح مع صدارة لغة رسمية وطنية معمَّمة،إلا واكتسي النقاش طابع الدوغماطيقية السياسوية والانحياز المتعصِّب لوجهة نظر بعينها،على حساب تأويلات أكثر بناء وتطويرا وتاريخية.

ضمن هذا السياق،يندرج بالتأكيد سؤال الترجمة من الفرنسية إلى العربية،وترسُّخه بكيفية أضحى معها تقليدا قائما بذاته،جعل المغاربة طيلة كل هذه العقود مترجِمين مجتهدين للمتون الفرنسية في مختلف حقول العلوم الإنسانية؛لاسيما الفلسفة والنقد الأدبي،بحيث برزت مجموعة من الأسماء الرَّائدة،التي أثْرت حقيقة الساحة الثقافية بمنجزها الرَّصين منذ سنوات السبعينات،كما وضعت اللبنات الأولى على مستوى تكوين أجيال منفتحة بشغف على آفاق الحداثة الغربية،يميِّزها وعي فكري كوني عميق:

عبد الكبير الخطيبي،محمد بنيس،عبد السلام بنعبد العالي،محمد سبيلا، سالم يفوت، إبراهيم الخطيب،سعيد علوش،محمد برادة،مصطفى المسناوي،أحمد بو حسن،محمد البكري،أحمد المديني،محمد الولي،محمد العمري،سعيد بنكراد،حميد الحمداني،عبد الكبير الشرقاوي،لحسن حمامة،خالد التوزاني،عبد المجيد جحفة،فريد الزاهي، عز العرب الحكيم بناني، محمد مشبال. 

بفضل مشاريع هؤلاء،من خلال إصدارات شخصية أو المساهمة في نقاش صفحات مجلات"أنفاس''،"أقلام''،"آفاق''،''لاماليف''،''بيت الحكمة''،''الثقافة الجديدة''،''علامات''، ''دراسات سال''، اكتشف القارئ المغربي،المعتاد على نصوص المشارقة، كتابات مغايرة عن المنحى الثقافي المألوف، دَبَّجتها أقلام أسماء كبيرة في مجالاتها:

جاك ديريدا، لوي  ألتوسير، ميشيل فوكو، لوسيان غولدمان، جوليان غريماس، بيير بورديو، جوليا كريستيفا،رولان بارت، تزفيتان تودوروف،جيرار جينيت، ريجيس دوبري، روجي غارودي، ميخائيل باختين،جورج لوكاتش،جان كوهين،خورخي بورخيس،ريمون آرون                      

حقيقة،لايصيب هذه الترجمة من الثقافة الفرنسية،سوى بقايا شظايا القذائف التي توجَّه أساسا وتحديدا إلى النزوع الفرانكفوني،وحجر زاويتها المتمثِّل في الاستناد المرجعي لمرافق الدولة الإدارية ومؤسَّساتها على تبني اللغة الفرنسية،وتهميش العربية و الأمازيغية، ثم أبعد من ذلك،السياسة اللغوية فيما يتعلق بتدريس العلوم والمعارف الحديثة في الجامعات والمعاهد العليا،رغم توافق الرأي العام على الإقرار بتخلُّف اللغة الفرنسية مقارنة مع الانجليزية، والمؤشِّرات التحليلية الميدانية تعضِّد ذلك.

بمعنى ثان،جانب الترجمة الموصول باللغة الفرنسية،قد لاتسلَّط عليه أضواء النقد السلبي بذات الكيفية والحِدَّة،مثلما يحدث حيال المعطى الأول،أسّ النزاع اللغوي الدائم،حينما تنزاح المعرفة عن أصالة وعي الوعي وبناء الإنسان،إلى منحدرات الهيمنة الثقافية والسيطرة الطبقية والتبعية الاستعمارية وانعدام استقلال القرار السياسي.

ربما،يغدو بدوره مشكلة وموضوع سجال نقدي،عندما تجري عملية الترجمة من لغات أخرى كالانجليزية والألمانية والاسبانية والبرتغالية،عبر واسطة الفرنسية،يأخذ معها تأويل النص الأصليِّ،منعرجات بدل مراعاته التواصل المباشر،وماتنمُّ عنه المغامرة حسب الرافضين،من إمكانية مضاعفة أخطاء التأويل،فلا ضمانة تذكر بخصوص وفاء المترجِمِ الأول لمعنى النص،لأنَّه قد يسقط في براثن الخطأ،التضليل أو التلفيق.

طبعا،هذه المسألة رغم جانب وجاهتها،تظل مبعث إشكالات حين الرضوخ إلى منطق هوية أو هويات المعنى،وضرورة تكسير المنظورات الشمولية والأحادية.  

يأخذ نقاش الترجمة إلى الفرنسية داخل الفضاء المغربي،ثلاثة أبعاد رئيسة :

مقالات نقدية مصيطفة و النَّصرانيات
2025 - 03 - 06

استلهم مصطفى أو مصيطفة،هكذا ناداه دائما أصدقاؤه بتصغير اسمه،ليس احتقارا، بل على العكس تدليلا نظرا لخِفَّة دمه وبهجة حضوره،نفس الإطار المرجعي الذي شكَّل هاجس أفراد جيله والحلم المتسيِّد على مخيلة أذهانهم :الهجرة صوب أوروبا،كيفما تأتَّت الوسيلة،بالرِّهان حسب أغلب التقديرات على بوابات نوافذ غير واردة عمليا أو لا شرعية، مادامت شرعية السعي،تقتضي وضعية اجتماعية ومادية من ثمَّة إدارية،غير متاحة بالسهولة المفترضة.

أضحت الفكرة تشغله بجدِّية،ويلزمه المبتغى تحقيق الخطوة الأساسية المتمثِّلة في ضرورة نجاحه بأيِّ وسيلة قصد إسقاط أوروبية ضمن حبائل التعلُّق به،كي تشكِّل مطيَّته نحو الانتقال إلى الضفَّة الأوروبية.

لقد استطاع العديد من زملائه،تحقيق المهمة بنجاح،والرحيل فعلا عن البلاد بعد اصطيادهم أوروبِّيات قدمن إلى مراكش،فتمكَّن بعضهم حقيقة من جني ثمار رهانهم الجزافي،بعد تواتر أخبار جيدة حول هجرتهم،وصارت سِيَرهم مضرب أمثال لدى أصدقائهم.

ترجمات سعيد بوخليط : صدور ترجمة ''شظايا شعرية النار''
2025 - 03 - 01

  ضمن حلقات ترجمة كلاسيكيات غاستون باشلار،التي بادر إليها الباحث سعيد بوخليط،أصدرت دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع،عملا جديدا من تراث باشلار الشعري-النقدي،تحت عنوان :"شظايا شعرية النار''،بعد كتاب ''الهواء وأحلام الرؤى،دراسة في خيال الحركة''،الصادر سنة. 2023  

    انطوى العمل الجديد على ثلاثة فصول أساسية،تناولت حضور عنصر النار بين طيات  أساطير''طائر العنقاء''،"بروميثيوس"،"أمبادوقليس''،عبر جملة إحالات شعرية،ومقدِّمتين شارحتين باستفاضة لسياقه الفكري،واحدة كتبها غاستون باشلار وأخرى بقلم ابنته سوزان.تخبرنا إحدى فقراتها عن حيثيات مراحل هذا المشروع :

تحميل المزيد
لا مزيد من المشاركات لاظهار